دار التقويم القطري هي مؤسسة خاصة، أنشئت لإعداد وإنتاج التقويم القطري، ومنح حقوق طبعه ونشـره وتوزيعه.
بداية رائدة
انطلقت فكرة التقويم القطري في مولدها الأول من الشيخ إبراهيم بن عبد الله الأنصاري الذي كان قاضي الخور، حيث لاحظ حاجة المجتمع آنذاك للحسابات الفلكية الدقيقة التي تنظم للناس عبادتهم ومعاملاتهم، فتوكل على الله واستعان بعلم الفلك الذي تلقاه في سنٍ مبكرةٍ، وقرر إعداد وكتابة وتوزيع تقويم قطري مستقل، وهو ما قام به يدويًا في عام 1371هـ الموافق 1951م واستعان فيه ببعض الخطاطين لنسخه وتكثيره في ظل انعدام وسائل الطباعة حينها حيث استمر ذلك إلى سنة 1374هـ الموافق 1954م.
ترسيخ وتمكين
تواصلت المسيرة مع الشيخ عبد الله بن إبراهيم الأنصاري الذي تلقى علوم الفلك والحساب من والده، فواصل الإعداد والكتابة اليدوية إلى أن دخلت تقنيات الطباعة دولة قطر؛ فقام الشيخ بإصدار أول تقويم قطـري مطبـوع على نفقة حاكـم قطر الشيخ علي بن عبد الله آل ثاني وذلك سنة 1377هـ، الموافق 1957م، ثم استمر الشيخ الأنصاري في التمكين للتقويم القطري حتى تم اعتماده بشكل رسمي كتقويم للدولـة في العام 1385هـ الموافق 1966م، بدعم كريم من حاكـم قطـر الشيخ أحمد بن على آل ثاني، وقد أسس الشيخ الأنصاري لإصدارات التقويم كي تكون مصدرًا للحِكَم والفوائد ومعرفة دخول الطوالع وبدايات المواسم، فتطور التقويم إلى مستوى جديد من القيمة العلمية والأدبية، فاتسع انتشاره وازداد حرص الناس على اقتنائه. خلال السبعينات والثمانينات استثمر الشيخ عبد الله الأنصاري دعم حاكم قطر الشيخ خليفة بن حمد آل ثاني، فأصدر تقاويم من إعداده خاصة بتوقيت مكة المكرمة والمدينة المنورة وجميع عواصم دول الخليج، بالإضافة لتقاويم خاصة بالجاليات المسلمة في الغرب.
تطور وانتشار
تولى ابنه الدكتور محمــد بن عبد الله الأنصــاري مسؤولية التقويم، فأنشأ دار التقويم القطري في العام 1410هـ، الموافق 1990م.
لتشهد بعدها الدار مراحل تطور مهمة؛ حيث تطورت وتنوعت مظاهر وأشكال التقاويم فنياً، كما تم إضافة إصدارات جديدة مثل (التقويم المكتبي،المجلد، ذاكرة اليوم و التاريخ، التقويم الدائم)، وتعددت محتوياتها علمياً وثقافياً، وأثمرت هذه الجهود عن امتلاك دار التقويم القطري اعتماداً حصرياً باعتبار تقويمها مرجعا وحيدا معتمدا بالدولة لتأريخ الأحداث والوثائق والمستندات والمراسلات والمطبـوعات، طبقاً لقـرار رئاسة مجلس الوزراء رقم: ق. م . و333 ـ23/2008م، الصـادر بتاريخ: 28/7/1429هـ، الموافق: 31/7/2008م، وذلك إنفاذًا لتوجيهات سمو الأمير الوالد الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني.
وما زالت دار التقويم القطري تحظى بالدعم المادي والمعنوي الكبير بفضل التأييد المبارك من حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير دولة قطر.